كيف المآلُ إذا تكون الحالُ
بالجوع تقضي نِسوةٌ ورجالُ؟
هذا الضعيفُ أمامكم مُسترحمً
يرجو النوالَ فهل لديكَ نوال؟
هذا أبو الأيتامِ خلفَكَ سائلاً
وأبو اليتامى دأبُه التَّسآل
فعساكَ تُشفق من أليم عذابهِ
وإذا فعلتَ فربُّنا فَعّال
آهٍ لأرملةٍ تقود صغارَها
والدمعُ من أجفانهم هطّال
آهٍ لها آهٍ لها آهٍ لها
لو كان تُجدي الآهُ حين تُقال
ظلّتْ تطوف على الأكفّ بهم وما
أجداهمُ الإدبارُ والإقبال
حتى إذا ما الليلُ أقبلَ كاشرًا
مُتبيّنًا مَن منهمُ يغتال
وجرتْ دموعُ اليأسِ فوق خدودهم
واليأسُ تعلم أنه قتّال
نظروا السماءَ بأعينٍ مُبتلّةٍ
وعلى التراب لهم فِراشٌ مالوا
فيبيت يغزو بالسموم جسومَهم
أمّا الجليدُ فللجلود وبال
آهٍ لأطفال صغارٍ أوشكتْ
بالجوع تقضي نحبَها الأطفال
آهٍ لأطفالٍ تجود بنفسها
في حِجْر أُمٍّ دمعُها سيّال
آهٍ لأشياخٍ تفانى جسمُهم
فكأنهم لشُحوبهم أطلال
عارٌ علينا أن تموتَ ضعافُنا
جوعًا وتفضلَ عندنا الأموال
إخوانَنا، اللهَ في إخواننا
فببطنهم تتقطّع الأوصال
اللهَ في البؤساء إنكَ منهمُ
لولا كريمٌ واهبٌ مِفضال