السيرة المصورة للإمام مالك بن أنس رحمه الله، ورضي عنه
لـ/د. طارق السويدان
لـ/د. طارق السويدان
***
مالك بن أنس بن مالك بن عمرو بن الحارث، ينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان الأصبحي، عربي من أهل اليمن، ولد ونشأ في المدينة
**
والده أنس بن مالك ،ليس الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، وكان يعمل نبالاً أي يصنع النبال، وكان من أهل العم ورواة الحديث.
**
أعمامه من أهل العلم ورواة الأحاديث النبوية وقد روى جده عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنهم- وكان من كبار التابعين
**
في بداية حياته أعجب بالمغنيين وأراد أن يتجه للغناء، وكطفل صغير بدأ يغني ويجيد الغناء، فأرادت أمه أن تصرفه عن الغناء لطلب العلم , فقالت له يا بني:إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه! فدع الغناء واطلب الفقه، يقول مالك: فتركت المغنين وتبعت الفقهاء
الإمام مالك لم يكن قبيح الوجه، ولم تقل له أمه أنت قبيح، وإنما أرادت صرفه بهذا الأسلوب، فظن أنه المقصود لصغر سنه , ثم جاءت له بملابس العلماء، فألبستني -كما يروي ابن مالك- ثياباً مشمرة ووضعت لي القلنسوة وقالت اذهب الآن واختارت له أحد العلماء
**
كان يُطيل الوقوف على باب العلماء ليأخذ من علمهم وهو طفل صغير.
**
انصرف من مصلى العيد لبيت شيخه أبو شهاب الزهري فلما سأله ما تريد، قال أريد أن تحدثني، فحدثه بأربعين حديث، فقال له الإمام مالك: زدني قال له شيخه ابن شهاب، حسبك، فرد عليه مالك لقد حفظتها، فقال له ابن شهاب أذهب فأنت من أوعية العلم
**
الزهري شيخه أعظم شيوخه أثراً فيه،، وكان الزهري أعلم الناس بالسنة في زمانه، روى عن الصحابة والتابعين
**
وهبه الله قوة الروح وقوة النفوذ، ما جعل هيبته تدخل في نفس كل من تلقاه حتى الخلفاء والحكام.
**
كان يُحب أطايب الطعام، ويأكل اللحم كل يوم، والفاكهة خاصة الموز ، لأنه عندما يُزال قشره لم يمسه ذباب ولا يد.
**
عنى بمسكنه فكان أنيقاً نظيفاً، مليئاً بالأثاث الناعم الفاخر..
**
عندما يُريد أن يروي الحديث يغتسل ويتطيب ويلبس الجديد من ثيابه ويتعمم وكأنه ذاهب إلى العيد إجلالاً
لكلام رسول الله عليه السلام
**
حدث نحو خمسين سنة، لم يؤخذ عليه لغو، ولا عُدت له ضحكة، بل يكتفي بالابتسامة إجلالا منه لمكانة
الحديث والعلم لا خشونة في طبعه.
**
وكان يغلب عليه التواضع والتبسط إذا كان بين تلاميذه كأنه واحد منهم، أما الهيبة ففي دروس العلم.
**
لا يخرج إلى الناس إلا لابساً ثيابه متعمماً، ولا يتولى شراء حاجاته بنفسه حرصا على هيبة العلماء، ولا يأكل أمام الناس،من أجل زرع الإجلال للعلم والعلماء في نفوس العامة
**
كان يسجد على منديل حتى لا تُعلّم الحصى في جبهته فيظن الناس أنه يقوم الليل دليل على صدقه واخلاصه وفهمه
الصحيح لقضية الرياء.
**
شيوخه الذين تلقى العلم على يديهم صاروا يحضرون حلقته ، تواضعاً منهم وحرصاً على العلم.
**
ابنته فاطمة كانت فقيهه عالمة تحفظ الموطأ باتقان،وكذلك أولاده ما عدا واحداً منهم لم يطلب العلم وانشغل
بالصيد،فالعلم ليس بالوراثة
**
رفع المنصور يوماً صوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يشعر فقال له الإمام مالك:"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي).. فاستحيا المنصور وخفض صوته.
**
اطلع على آراء أئمة عصره وحججهم رغم أنه لم يخرج من المدينة، من خلال احتكاكه بتلاميذهم وسؤاله المباشر عن آرائهم وحججهم.
**
أمسك عن الخوض في مسألة خلق القرآن، كما قرر رؤية الله تعالى في الجنة، من غير أن يتعرض لكيفية هذه الرؤية.
**
رفض في البداية أن يدون العلم ثم وجد أنه من المهم أن يركز علمه في كتب..فكتب الموطأ، وشجعه على ذلك الخليفة المنصور.
**